روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | ثقافة الإشـــادة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > ثقافة الإشـــادة


  ثقافة الإشـــادة
     عدد مرات المشاهدة: 2094        عدد مرات الإرسال: 0


التعامل مع الناس فن، ومن أساسيات وأصول هذا الفن، التعامل مع الناس على أنهم بشر ليسو آلات، لهم طبيعة خاصة، لا يعملون بضغط زر، بل إن الناس ما هم إلا مجموعة من الأحاسيس والمشاعر، يحتاجون شيء من الإشادة والتحفيز لينطلقوا نحو العمل والإنجاز.

التقدير حاجة فطرية يبحث عنها البشر، كل البشر يرغبون في أن يكونوا شيئًا مذكورًا فالإنسان بداية يبحث عن الطعام والشراب فإذا تمكن من ذلك بحث عن الأمن، فإذا تمكن من ذلك بحث عن التقدير فإذا تمكن من ذلك بحث عن الإنجاز.

كثيراً من الناس لا هَمَّ لهم ولا عمل سوى البحث عن الزلات والعيوب مع النقد اللاذع لا النصيحة، وهؤلاء لن يُساهموا في إنجاز شيء، فضلاً عن تدمير الأشخاص والمؤسسات.

ولقد استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في تربية أصحابه أيما إستخدام، والمطالع لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدها مفعمة بالتقدير المخلص، فهذا أبو بكر يسميه بالصديق، وهذا عمر يسميه بالفاروق، وهذا خالد يسميه سيف الله المسلول، وهذا حمزة يسميه أسد الله، وهذا علي بن أبي طالب، يخبر عنه أنه من الرسول صلى الله عليه وسلم بمنزلة هارون من موسى، وهذا عثمان بن عفان يقول عنه أنه تستحي منه الملائكة، وهذا أبو عبيدة يسميه أمين الأمة، وهذا معاذ بن جبل يسميه أعلم الأمة بالحرام والحلال.

أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء كانت أمه وهو في الابتدائية تضع لوحة على باب غرفته مكتوبٌ فيها -غرفة الدكتور أحمد زويل- تحفيزاً وتشجيعاً.

عبد الرحمن السديس إمام الحرم المكي..كانت أمه في صغره تقول له تفاؤلاً: أنت إن شاء الله إمام الحرم.

وحينما نتكلم عن الإشادة والتقدير علينا أن نكون صادقًين في إشادتنا وتقديرنا، لا كما يظن البعض أن التقدير يعني عبارات مدح جوفاء وتملق ليس له علاقة بالحقيقة، فنقدر الشخص ونثني عليه بما ينفعه ونُعطيه الثقة في نفسه، فلا نُسرف مثلاً في الثناء والمدح حتى يصاب الشخص بالعجب والغرور.

* ما الفرق إذن بين التقدير والتملق؟

الأمر بسيط الأول نقي خالص والآخر يصدر عن اللسان، الأول مجرد من الأنانية، والثاني قطعة من الأنانية، الأول مرغوب فيه من الجميع، والآخر مغضوب عليه من الجميع.

فهيا للنشر ثقافة الإشادة في بيوتنا، ودعوتنا وفي كل مكان، ولنستعمل دائما عبارات الشكر والإشادة عند تحقيق الإنجاز، وأسلوب الجهر بالمدح وكذلك الإسرار بالذم، ولنتجنب تصيد عيوب الآخرين وننشغل بإصلاح عيوبنا..وبناء أنفسنا..والذود عن ديننا.

الكاتب: أمير بن محمد المدري.

المصدر: موقع المستشار.